كتاب السلام

باب فضل السلام والأمر بإفشائه

قال اللَّه تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها } .

وقال تعالى: { فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند اللَّه مباركة طيبة } .

وقال تعالى: { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } .

وقال تعالى: { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا: سلاماً، قال: سلام } .

845- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أيُّ الإْسلام خَيْرٌ ؟ قال « تُطْعم الطَّعَامَ ، وَتَقْرأُ السَّلام عَلَىَ مَنْ عَرِفَتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ » . متفق عليه .

846- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال « لما خَلَقَ الله آدم صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولئِكَ نَفَرٍ مِنَ الَمَلاَئكة جُلُوسٌ فاسْتمعْ ايُحَيُّونَكَ فَإنَّها تَحيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِك. فقال : السَّلام عَلَيْكُمْ، فقالوا : السَّلام ُ عَلَيْكَ وَرَحْمةُ الله ، فَزادُوهُ : وَرَحْمةُ الله » متفق عليه .

847- وعن أبي عُمارة البراء بن عازبٍ رضي الله عنهما قال : أمرنا رسولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بِسَبعٍ : «بِعَيادَةِ الَمرِيضِ . وَاتِّباع الجَنائز ، وَتشْميت العَاطس ، ونصرِ الضَّعِيف ، وَعَوْن المظلوم، وإفْشاءِ السَّلام ، وإبرارِ المقسم » متفق عليه ، هذا لفظ إحدى روايات البخاري .

848- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم « لا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤمِنوا حَتى تحَابُّوا ، أَوَلا أدُلُّكُمْ عَلَى شَئٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحاَبَبْتُم ؟ أفْشُوا السَّلام بَيْنَكُم » رواه مسلم .

849- وعن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول « يَا أيُّهَا النّاسُ أفْشُوا السَّلام ، وَأْطعِمُوا الطْعَامَ، وَصِلُوا الأْرحامَ ، وَصَلُّوا والنَّاس نيامٌ ، تَدْخُلوا الجُنَّة بسلام » رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

850- وعن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي عبد الله بن عمر فيغدو مَعَهُ إلى صاحب بيعَة وَلا مْسكين وَلا أحد إلا سَلّم عَليه ، قال الطُّفيلُ : فَجِئْتُ عبد الله بنَ عُمرَ يَوْماً فاستَْتَبعني إلى السُّوقِ فقُلْت لَهُ : ماتَصْنعُ بالسوقٍ وأنْتَ لا تَقِفُ عَلى البَيْع وَلا تَسْألُ عَن السلع وَلا تَسُومُ بها وَلا تَجلسُ في مجالس السّوق ؟ وأقولُ اجْلسْ بنا ههُنا نَتَحدَّث ، فقال يا أبا بُطْن. وَكانَ الُطُّفَيلُ ذَا بَطْن إنَّما نَغُدو منْ أجْل السَّلام نُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقِيناهُ ، رواه مالك في الموُطَّإ بإسناد صحيح .

باب كيفية السلام

ستحب أن يقول المبتدئ بالسلام: السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته. فيأتي بضمير الجمع وإن كان المسلم عليه واحداً، ويقول المجيب: وعليكم السلام ورحمة اللَّه وبركاته. فيأتي بواو العطف في قوله: وعليكم.

851- عن عِمران بن حصين رضي الله عنهما قال : جاءَ رجُل إلى النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقال : السَّلامُ عَلَيكُم ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ثم جَلَسَ ، فقال النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «عَشْرٌ» ثم جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ الله ، فَرَدَّ عليهِ فَجَلَسَ ، فقال : «عِشْرون » ، ثم جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهّ ، فَرَدَّ عليهِ فَجَلَسَ ، فقال : « ثَلاَثُونَ » . رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن .

852- وعن عائشة رضي الله عنها قالتْ : قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :(( هذا جِبرِيلُ يَقرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ)) قالَتْ : قُلتُ : (وَعَلَيْه السَّلامُ ورحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ)) متفقُ عليه.

وهكذا وقع في بعض رواياتِ الصحيحين :((وَبَرَكَاتُهُ)) وفي بعضها بحذفها ، وزيادة الثقة مقبولة .

853- وعن أنسٍ رضي الله عنه أن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كان إذا تكلم بِكَلمة أعَادهَا ثَلاثاً حتَّى تُفَهَم عنه، وإذا أتى على قوْم فَسَلَّمَ عَلَيهم سَلَّم عَلَيهم ثَلاثاَ ، رواه البخاري . وهذا محمُولٌ عَلَى ما إذا كان الجَمْعُ كثيراَ .

854- وعن الْمقْدَاد رضي الله عنه في حَدِيثه الطويل قال : كُنَّا نَرْفَعُ للنبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم نَصِيبهُ مِنَ الَّلبَن فَيَجِيئُ مِنَ اللَّيلِ فَيُسَلِّمُ تسليما ً لايوقظُ نَائِماً وَيُسمِعُ اليَقَظان فَجَاء النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَسَلمَّ كما كان يُسَلمُ ، رواه مسلم.

855- عن أسماء بنتِ يزيد رضي الله عنها أن رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مَرَّ في المَسْجِد يوْماً وَعصْبةٌ مِنَ النِّساء قُعوُدٌ فألوْي بِيده بالتسليم .

رواه الترمذي وقال : حديث حسن . وهذا محمول على أنه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم جَمَعَ بَين اللَّفظ والإشارة ، ويُؤيِّدُهُ أن في رِواية أبي داود : « فَسَلَّم عَليْنا » .

856- وعن أبي جُرَيِّ الهجُيْمِيِّ رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقلُت : عَلْيك السَّلامُ يا رَسول الله . فقال : لاتَقُلْ عَلَيْكَ السَّلامُ، فإن عَلَيْكَ السّلامُ تَحيَّةُ الموتى » رواه أبو داود ، والترمذي وقال : حديث حسن صحيح . وقد سبق بِطولِه .

باب آداب السلام

857- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « يُسَلِّمُ الرَّاكبُ عَلَى الْمَاشِي ، وَالْماشي عَلَي القَاعِدِ ، والقليلُ على الكَثِيِرِ » متفق عليه . وفي رواية البخاري : والصغيرُ على الْكَبِيرِ » .

858- وعن أبي أُمامة صُديِّ بن عجلان الباهِلِي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «إنَّ أوْلىَ النِّاس بالله مَنْ بَدأهم بالسَّلاَم )).

رواه أبو داود بإسنادٍ جيدٍ ، ورواه الترمذي عن أبي أُمامةَ رضي الله عنهُ قِيلَ يارسولَ الله، الرَّجُلانِ يَلْتَقيان أيُّهُمَا يَبْدأُ بالسَّلامِ ، قال أوْلاهُمَا بالله تعالى ، قال الترمذي : حديث حسن .

باب استحباب إعادة السلام

على من تكرَّر لقاؤه على قرب بأن دخل ثم خرج ثم دخل في الحال ، أو حال بينهما شجرة ونحوها

859- عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه في حديث المسِيءِ صَلاتُه أنَّهُ جاء فَصَلَّى ثُمَّ جاء إلى النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلام فقال : « ارجع فَصَلِّ فَإنَّكَ لم تُصَلِّ» فَرَجَعَ فَصَلَّى ، ثُمَّ جاء فَسَلَّمَ عَلَى النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حَتّى فَعَل ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ . متفق عليه .

860- وعنه عن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إذا لقيَ أَحَدَكُمْ أخاه فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَإنْ حالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أو جِدَارٌ أوْ حَجَرٌ ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْه » رواه أبو داود .

باب استحباب السلام إذا دخل بيته

قال اللَّه تعالى: { فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند اللَّه مباركة طيبة } .

861- وعن أنس رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم « يابُنَّي ، إذا دَخَلْتَ عَلى أهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُنْ بَركةً عَلَيْكَ وَعَلَى أهلِ بَيْتِكَ »

رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .

باب السلام على الصبيان

862- عن أنس رضي الله عنه أنَّهُ مَرَّ عَلى صِبْيان فَسَلَّمَ عَلَيْهمْ وقال : كانَ رسول لله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَفْعلُهُ . متفق عليه .

باب سلام الرجل على زوجته والمرأة من محارمه

وعلى أجنبية وأجنبيات لا يخاف الفتنة بهن وسلامهن بهذا الشرط

863- عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : كانَتْ فينا امْرَأَةٌ وفي رواية : - كانَتْ لَنا عَجُوزٌ تأْخُذُ منْ أَُصُولِ السِّلْقَ فتطْرَحُهُ في القِدْرِ وَتُكَرْكِرُ حَبَّاتٍ منْ شَعِيرٍ ، فإذا صَلَّيْنا الجُمُعَةَ وانْصَرَفْنَا نُسَلِّمُ عَلَيْها فَتُقدِّمُهُ إليْنَا رواه البخاري . قوله « تُكَرْكِرُ » أي تَطحَنُ .

864- وعن أُم هانئ فاخِتَةَ بِنتِ أبي طَالب رضي الله عَنْهَا قَالت : أتيت النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَوْمَ الفَتْح وَهُو يَغْتسِلُ وَفاطِمةُ تَسْتُرهُ بِثَوْبٍ فَسَلَّمْتُ .

وذَكَرَت الحديث . رواه مسلم .

865- وعن أسماءَ بنتِ يزيد رضي الله عنها قالت : مر علينا النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا . رواه أبو داود ، والترمذي وقال : حديث حسن ، وهذا لفظ أبي داود، و لفظ الترمذي : أن رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مَرَّ في المْسْجِدِ يوْماً وعُصْبَةٌ من النِّسَاءِ قُعُود فألوى بِيَدِهِ بالتَّسليمِ .

باب تحريم ابتدائنا الكفار بالسلام وكيفية الرد عليهم

واستحباب السلام على أهل مجلسٍ فيهم مسلمون وكفّار

866- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لاتَبَدَأوا اليَهُودَ ولا النَّصَارى بالسَّلام ، فإذا لَقِيتُم أحَدَهُم في طَرِيق فَاضطّرُّوهُ إلى أضْيَقِهِ » رواه مسلم .

867- وعن أنس ٍ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إذَا سَلَّمَ عَلَيكُم أهلُ الكتاب فَقٍُولُوا : وعَلَيْكُمْ » متفق عليه.

868- وعن أُسامه رضي الله عنه أن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مَرَّ عَلَى مَجْلسٍ فيه أخلاطٌ من المُسلِمِينَ والمُشرِكِين عَبَدةِ الأوثَانِ واليَهُودِ فَسَّلمَ عَلَيْهِمْ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . متفق عليه .

باب استحباب السلام إذا قام منَ المجلس

وفارق جلساءه أو جليسه

869- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : إذَا انْتَهَى أحَدُكُم إلى المَجْلسِ فَلْيُسَلِّمْ، فَإذَا أرَادَ أنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ ،فَليسْت الأُولى بأَحَقِّ من الآخِرَة» رواه أبو داود ، والترمذي وقال : حديث حسن .

باب الاستئذان وآدابه

قال اللَّه تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها} .

وقال تعالى : { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم } .

870- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: « الاستِئْذاُن ثَلاَثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ وَ إلاَّ فَارْجِع ، متفق عليه .

871- وعن سهلِ بنِ سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم « إنَّمَا جُعِلَ الاستئذاُن منْ أَجْلِ البَصَر » متفق عليه .

872- وعن رِبْعِيِّ بن حِرَاشٍ قال حدَّثّنا رَجُلٌ من بَنِي عَامرٍ أنَّهُ استأذَنَ على النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهو في بيت فقال : أألِج ؟ فقال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لخادِمِهِ : «أُخْرُج إلى هذا فَعَلِّمْهُ الإستئذَانَ فَقُل لَهُ قُل : السَّلامُ عَلَيكُم، أأدْخُلُ ؟ » فَسَمِعهُ الرَّجُلُ فقال : السَّلام عَلَيكم ، أأدخُلُ ؟ فَأذن له النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَدَخَلَ . رواه أبو داود بإسناد صحيح .

873- عن كلدة بن الحنبل رضي الله عنه قال: أتيت النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَدَخَلْتُ عَلَيْه ولم أُسَلِّم فقال النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «ارْجـِعْ فَقُلْ السَّلامُ عَلَيكُم أَأَدْخلُ ؟ » رواه أبو داود ، والترمذي وقال : حديث حسن .

باب بيان أن السنة إذا قيل للمستأذن : من أنت ؟

أن يقول : فلان فيسمي نفسه بما يعرف به من اسم أو كنية وكراهة قوله أنا ونحوها

874- عن أنس رضي الله عنه في حديثه المشهور في الإسراء قال : قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، « ثُمَّ صَعِدَ بي جِبْريلُ إلى السّماء الدُّنيا فاستفتح » فقيل : منْ هذا ؟ قال : جبْريلُ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَك ؟ قال : مُحمَّدٌ . ثمَّ صَعِدَ إلى السَّماء الثّانية فاستفتح ، قيل : مَنْ هذا ؟ قال : جبريلُ ، قيل : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قال : مُحَمدٌَّ » والثّالثة والرَّابعة وَسَائرهنَّ وَيُقالُ في باب كل سماء : مَنْ هذا ؟ فَيقُولُ : جبريل متفق عليه .

875- وعن أبي ذرِ رضي الله عنه قال: خَرجَتُ لَيْلة من اللّيالي فإذا رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يمشي وحْدَهُ، فجَعلتُ أمشي في ظلِّ القمَر، فالتفت فرآني فقال : « مَنْ هذا ؟ » فقلت ُ أبو ذَرٍ، متفق عليه

876- وعن أُمَّ هانئ رضي الله عنها قالت: أتيت النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهو يغتسل وفاطمةُ تسْتُرُهُ فقال : «مَنْ هذه ، » فقلت : أنا أُم هَانئ . متفق عليه .

877- وعن جابر رضي الله عنه قال : أتَيتُ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَدَقَقْتُ الباب فقال : « من هذا ؟ » فقلت ، أنا ، فقال : « أنا أنا ؟ » كأنهُ كَرهَهَا ، متفق عليه .

باب استحباب تشميت العاطس إذا حمد الله تعالى

142- باب استحباب تشميت العاطس إذا حمد الله تعالى وكراهية تشميته إذا لم يحمد اللَّه تعالى وبيان آداب التشميت والعطاس والتثاؤب

878- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إن الله يُحِبُّ الُعطاسَ وَيَكْرَهُ التَّثاُؤبَ ، فَإذَا عَطَس أحَدكُم وحمد الله تعالى كانَ حقَّا على كل مسلم سمعهُ أن يقول له يرحمك الله وأما التّثاوب فإنما هو من الشيطان ، فـإذا تثاءب أحدكم فليردُّهُ ما استطاع ، فإن أحدكم إذا تثاءب ضَحِكَ منه الشيطان » رواه البخاري .

879- وعنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ، وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له : يرحمك الله فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم » رواه البخاري .

880- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ « إذا عَطَس أحدُكُم فحمد الله فشمتوه ، فإنْ لم يحمد الله فلا تُشمتوه » رواه مسلم .

881- وعن أنس رضي الله عنه قال : عطس رجلان عند النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر ، فقال الذي لم يشمته : عطس فُلانٌ فَشَمَّتهُ وَعطستُ فَلَم تُشَمتني ؟ فقال : « هذا حمد الله ، وإنَك لم تحمد الله » . متفق عليه .

882- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذَا عَطَسَ وَضَعَ يَدَهُ أوْ ثَوبَهُ عَلى فيهِ وَخَفَضَ أوْ غَضَّ بَها صَوْتَهُ.شك الراوي رواه أبو داود،والترمذي وقال حديث حسن صحيح.

883- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: « كان الْيَهُودُ يَتَعَاطسُونَ عْندَ رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَرْجُونَ أنْ يَقولَ لهْم يَرْحَمُكُم الله ، فيقولُ : يَهدْيكمُ الله ويُصلحُ بالكم » رواه أبو داود، والترمذي وقال حديث حسن صحيح .

884- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : إذَا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ فَلْيُمسكْ بَيده على فيه فإنَّ الشيطان يدْخل» رواه مسلم .

باب استحباب المصافحةِ عندَ اللقاء وبشاشةِ الوجهِ

وتقبيل يد الرجل الصالح وتقبيل ولده شفقة ومعانقة القادم من سفر وكراهية الانحناء

885- عن أبي الخطاب قتادة قال : قلُت لأنس : أكَانتِ المُصافَحةُ في أصْحابِ رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم؟ قال : نَعَمْ . رواه البخاري .

886- وعن أنس رضي الله عنه قال : لَمَّا جَاءَ أهْلُ اليَمنِ قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « قَدْ جَاءَكُمْ أهْلُ الْيَمَنِ ، وَهُمْ أولُ مَنْ جَاءَ بالمُصَافَحَة » رواه أبو داود بإسناد صحيح .

887- وعن البراء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « ما مِنْ مُسْلِمْيِن يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصافَحَانِ إلا غُفر لَهما قبل أن يفترقا » رواه أبو داود .

888- وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رجل : يا رسول الله ، الرَّجُلُ مِنَّا يَلْقَى أخَاُه أوْ صَديقَهُ أينْحني لَهُ ؟ قال : « لا » قال : أفَيَلتزمه ويقبله ؟ قال : « لا » قال : فَيَأْخُذُ بِيَده وَيُصَافِحُهُ ؟ قال : « نَعَم َ» رواه الترمذي وقال : حديث حسن .

889- وعن صَفْوان بن عَسَّال رضي الله عنه قال : قال يَهُودي لِصَاحبه اذْهب بنا إلى هذا النبي فأتيا رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَسَألاه عن تسْع آيات بَينات فَذَكرَ الْحَديث إلى قَوْله : فقَبَّلا يَدَهُ وَرِجْلَهُ وقالا : نَشْهَدُ أنَّكَ نبي . رواه الترمذي وغيره بأسانيد صحيحة.

890- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قصة قال فيها : فَدَنَوْنا من النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقَّبلْنا يده . رواه أبو داود .

891- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قَدم : زَيْدُ بُن حَارثة المدينة ورسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في بَيْتي فأتَاهُ فَقَرَعَ الباب. فَقَام إليهْ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَجُرُّ ثوْبَهُ فاعتنقه وقبله » رواه الترمذي وقال : حديث حسن .

892- وعن أبي ذرٍْ رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم «لاتَحقِرَنَّ مِنَ المعْرُوف شَيْئاً وَلَو أن تلقى أخاك بوجه طليق » رواه مسلم .

893- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبَّل النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم الحسن بن على رضي الله عنهما ، فقال ، الأقْرَعُ بن حَابس : إنَّ لي عَشَرةًَ مِنَ الْوَلَد ماَقَبَّلتُ مِنهُمْ أحَداَ . فقال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . « مَنْ لاَيَرْحَمْ لا يُرْحَمْ ، َ» متفق عليه .